ما مدى أهمية فرص التدريب؟

غالباً ما تكون فرص التدريب غير مدفوعة الأجر، حتى أنك تضطر أحياناً لإنفاق الأموال على وسائل النقل وغيرها من الأمور التي يتطلبها شغل وظيفة. في الواقع، قد يكون ذلك صعباً للغاية، بخاصة إن كنت طالباً منتظماً بالدراسة. ولنكن واقعيين، فمعظمنا يفضل الجلوس على الشاطئ أو أمام التلفاز واستغلال وقت الفراغ أو الإجازة الصيفية في أداء أنشطة أقل إجهاداً.
في الحقيقة، تعد فرص التدريب مفهوماً غريباً بالنسبة لبعض الأشخاص، في حين يراها البعض الآخر أمراً اختيارياً وعبئاً غير ضروري لا يقدم مكافأة نقدية فورية.
أهذا كل شيء؟ هل فرص التدريب هي ببساطة وسيلة تستغلها الشركات لتوظيف أشخاصاً دون دفع مال بالمقابل، وأنها تفسد الإجازة الصيفية للطلاب وتمنعهم من الراحة والاسترخاء؟
كلا بالتأكيد...
ففي كل عام، يتنافس العديد من الباحثين عن عمل الشباب على فرص التدريب حتى قبل أن يتخرجوا.
قام بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، بتسليط الضوء على هذا الموضوع، حيث كشف عن مزايا فرص التدريب من خلال إجراء استبيان تحت عنوان "فرص التدريب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا" بمشاركة 9,000 شخصاً. إليك أبرز نتائج الاستبيان:
يشكل المتدربون عنصراً مهماً في الشركات 
إن المتدربين ليسوا مجرد أشخاص يؤدون المهام المرهقة والمملة التي لا يود أحد القيام بها، بل على العكس، فقد أشار غالبية المجيبين (88,2%) إلى أن المتدربين "مفيدون للغاية" لشركاتهم، في حين قال 9,2% أنهم "مفيدون إلى حد ما"، أما 2,6% فقط قالوا بأنهم "غير مفيدين على الاطلاق".
في الواقع، أكد المجيبون وجود العديد من الفوائد المترتبة على توظيف المتدربين، حيث قال أكثر من 7 من كل 10 مجيبين (73,6%) بأن فرص التدريب تتيح لهم إيجاد الكفاءات المناسبة للمناصب المستقبلية. وشملت الفوائد الأخرى للمتدربين: "تعبئة المناصب المؤقتة والموسمية بسرعة"، و"تقديم المساعدة لفرق العمل أو الأقسام الصغيرة".
وقال أكثر من 4 من كل 5 مجيبين (86,9%) أن شركاتهم تمتلك دوماً متدربين، يتبعهم نسبة قليلة من المهنيين (5,4%) الذين أشاروا إلى وجود متدربين في شركاتهم ولكن ليس بشكل دائم. من ناحية أخرى، صرّح 3,3% من المجيبين بعدم وجود متدربين في شركاتهم إلا أنهم يخططون لتقديم فرص تدريب في المستقبل، في حين قال 4,4% فقط أنهم غير مهتمين بتوظيف المتدربين.
في الواقع، يضيف المتدربون قيمة لكل شركة يعملون بها، فهم يقدمون مساعدة سريعة وبسيطة عند الحاجة، كما أنهم يمتلكون مهارات وآراء متميزة وحديثة، وغالباً ما توظفهم الشركات للشواغر التي قد تنشأ في المستقبل.
يشعر المتدربون بالحماس تجاه فرص التدريب
صرح أكثر من 7 من كل 10 مجيبين (71,5%) بأن جامعاتهم اشترطت عليهم الحصول على فرصة تدريب أو نوع آخر من التدريب العملي.
قد تتساءل ما هو الجانب الشيّق من النشاط الإجباري؟
يبدو أن المهنيين في الشرق الأوسط يدركون أهمية فرص التدريب، حيث صرح 56,2% أن فرص التدريب ساعدتهم على اكتساب خبرة مهنية، بينما قال 4,6% أنها ساعدتهم على تطوير معارف ومهارات جديدة، أما 4,2% فقالوا بأنها ساعدتهم على اكتشاف مجالات اهتمامهم وقدراتهم المهنية. من ناحية أخرى، قال 1,4% بأن فرص التدريب مكنتهم من التواصل مع الأشخاص وبناء شبكة علاقات مهنية، بينما صرح أكثر من الثلث (33,6%) بأنها منحتهم كافة هذه المزايا.
والأهم من ذلك، يوافق أكثر من ثلاثة أرباع المجيبين (76,2%) على أن فرص التدريب تزيد من فرص حصول المرشح على وظيفة.
هل جميع فرص التدريب متساوية؟
كما هو الحال بالنسبة لاختيار وظيفة، يعتمد اختيار فرصة التدريب على الأمر الذي يهمك. فعندما سُئل المجيبين عمّا يجعل فرص التدريب جذابة، قال حوالي الثلثي (65,2%) بأن العامل الرئيسي يكمن في "نوع الشركة/مجال العمل"، بينما قال 29,4% بأن العامل الأهم هو "نوع المشروع والمسؤوليات الوظيفية"، في حين قال 2,6% بأن جاذبية فرص التدريب تكمن في "إمكانية احتسابها ضمن الساعات المعتمدة في الجامعة".
قد تتفاجأ من أن 2,8% فقط من المجيبين يقولون أن التعويض المادي هو الذي يزيد من جاذبية فرصة التدريب. ومن المثير للانتباه، صرّح 79,3% عن استعدادهم للحصول على فرصة تدريب غير مدفوعة الأجر، مقارنة بنسبة 20,7% فقط التي أظهرت عدم استعدادها لذلك.
أين يمكن إيجاد فرص التدريب؟
قال أكثر من 8 من كل 10 مجيبين (84,7%) أنهم يستطيعون إيجاد العديد من فرص التدريب على مواقع التوظيف الإلكترونية.

إرسال تعليق

0 تعليقات