5 نصائح للنساء اللواتي يرغبن بتطوير مسيرتهن المهنية

شهدت معدلات النساء اللواتي يدخلن إلى سوق العمل تزايداً مستمراً على مدى الخمسين سنة الماضية، فلم يعد سوق العمل مقتصراً على الرجال فقط، بل أصبح يشجع بشكل متزايد المساواة بين الجنسين. وفي حين أن العديد من النساء حاولن تعزيز المساواة بين الجنسين على مدى العقود الماضية، إلا أنه لم يتم القضاء تماماً على التحيّز ضد المرأة في بعض الأماكن العامة.
وبحسب الاستبيان الذي أجراه بيت.كوم مؤخراً بعنوان "المرأة العاملة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا 2017"، قالت 6 من كل 10 مجيبات أنه يتم معاملة كل من الرجال والنساء على قدم المساواة في مكان العمل، كما صرّحت حوالي 7 من كل 10 أن التقدير يستند على الأداء في العمل فقط، وليس على جنس الموظف. ولكن مع ذلك، تعتقد امرأة واحدة من كل 4 أنه لا يتم منح النساء فرصاً متساوية عندما يتعلق الأمر بالتقدم الوظيفي والراتب والمزايا.  

وقد برزت الفرص الأقل للترقيات الوظيفية كأكبر تحدي تواجهه المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وذلك بحسب 44% من المجيبات، على الرغم من إشارة غالبية النساء (85%) إلى أنهن يعملن لعدد متساو من الساعات أو أكثر مقارنة بزملائهن الذكور. ويفسّر ذلك عدم الرضى الذي تشعر به النساء فيما يتعلق بالتعويضات وفرص الترقية والتقدم الوظيفي.
وهذا يسبّب حاجزاً يمنع النساء من تحقيق التقدم الوظيفي، وغالباً ما نسمع عن هذا الحاجز عند التطرق للتحديات التي تواجه النساء في جميع أنحاء العالم. ولتوضيح ذلك، تخيّلي نفسك تتسلقين السلم المهني وفجأة تجدين حاجزاً يمنعك من الوصول للأعلى.
من السهل الوقوع ضحية لليأس عند مواجهة العديد من التحديات، إلا أن التذمر والتحسّر وحده لا يكفي للتغلّب على التمييز وعدم المساواة. يجب أن تكون المرأة بلا شك على دراية بالتحديات التي قد تواجهها في مكان العمل والتي تكون عادة خارج سيطرتها، ولكن ينبغي ألا تكون راضية عنها. فمن المهم تنفيذ خطة عمل تركّز على التغلّب على أي عقبة تواجهنا أثناء تطوير مسيرتنا المهنية، وبالتالي كسر ذلك الحاجر.

لذلك، سيقدم بيت.كوم في ما يلي قائمة بأبرز 5 طرق تساعد النساء العاملات على التقدم في مسيرتهن المهنية.
1. اكتساب مهارات جديدة
التعليم هو واحد من أهم الأمور في وقتنا الحالي، ولكنه لا يعني ببساطة هدر مبالغ كبيرة من المال للحصول على شهادة جامعية وعدم الاستفادة منها بعد ذلك، بل السر يكمن في استمرار التعلّم مدى الحياة. يجب عليك بلا شك السعي للحصول على أعلى شهادة جامعية، ولكن التعليم الجامعي ليس الأساس. ففي الواقع، أنت تبدئين فعلياً بتعلّم الكثير من الأمور بعد التخرّج من الجامعة ودخول سوق العمل، فأنت لا تواجهين تحديات جديدة وتؤدين مهام جديدة وتتعلّمين مهارات جديدة فحسب، فمع نموك وتطوّرك، ستكتشفين مجالات جديدة تثير انتباهك.  
فمثلاً، قد تكوني حصلت على شهادة في إدارة الأعمال، إلا أنك تكتشفين بعدها أنك تحبين الطهي، وأن شغفك يتعدى مجرد ممارسة هذه المهارة كهواية. ففي هذه الحالة، أفضل ما يمكنك القيام به هو تعزيز معرفتك بهذا المجال كي تتمكني من التقدم في مسيرتك المهنية والنجاح. لا تدعي الوقت أو المال يمنعانك من تحقيق ذلك. في الواقع، يوجد العديد من الدورات التي يمكنك حضورها عبر الإنترنت مجاناً دون التحرك من مكتبك. وطالما أنك تتمتعين بالشغف والالتزام، ستتمكنين حتماً من إيجاد وسيلة تساعدك على معرفة ما يناسبك.
في الواقع، يتوفر على بيت.كوم العديد من الطرق التي ستساعدك على صقل مهاراتك واكتساب مهارات جديدة.
2. تعزيز مهارات التواصل
تلعب مهارات التواصل دوراً مهماً في كافة جوانب حياتنا؛ سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو مهنية. في الواقع، تتميّز المرأة بشكل عام في جوانب معينة متعلقة بالتواصل في مكان العمل، فمن المعروف بأن المرأة متعاطفة، لذلك فقد تمتلك بعض النساء مهارات التواصل الشخصي مثل العمل ضمن فريق بالفطرة، إلا أنها قد تفشل في جوانب أخرى، وقد يكون سبب ذلك هو انعدام الثقة بالنفس وإعادة التفكير في القرارات التي تم اتخاذها وتغييرها. أياً كان السبب، فمن الصعب، وإن لم يكن مستحيلاً، كسر الحاجز والتقدم في المسيرة المهنية عند عدم امتلاك مهارات التواصل.
وقد تظهر نقاط ضعف المرأة في قاعة الاجتماعات، إذ تتردد بعض النساء في التحدث أو التعبير عن رأيهن، وحتى وإن شاركت بعض الأفكار، فغالباً ما تقوم بذلك في نهاية الاجتماع، بعد أن يتحدث الجميع، وغالباً ما يبدأن الحديث بهذه العبارة: "لست متأكدة ما إن كانت هذه الفكرة جيدة، ولكن". قد يشير ذلك إلى التواضع أو الاستماع بدقة، ولكن في الحقيقة يميل الأشخاص الذين يتحدثون خلال الاجتماعات لأن يكونوا أكثر ابداعاً وحماساً. في الواقع، إن بدء التحدث بتلك العبارة يثير الشكوك حول فكرتك، قبل أن تشاركيها حتى مع الآخرين. وإن لم تكوني متأكدة ما إن كانت فكرتك جيدة أو لا، فلا داعي لأن تشاركيها مع الآخرين. وبهذه الحالة، من الأفضل أن تتبعي أسلوب التواصل المباشر، فإن كنت لا تودين التصرف بغرور أو تعجرف، احرصي على عدم مقاطعة أحدهم واستمعي جيداً للانتقادات، فلا داعي للتقليل من أهميتك.
ومن الأمور الأخرى التي يجب الاهتمام بها هو تحمّل مسؤولية عملك وتقبّل الشكر والمديح عليه. فبعض النساء قد يتصرفون بخجل عند تلقي المديح على مهمة أنجزوها بفعالية أو ينسبون النجاح لشخص آخر. من الرائع شكر الآخرين على مساعدتهم لك، ولكن يجب عليك أيضاً تقبّل المديح. فإن كنت دوماً تنسبين النجاح لأشخاص آخرين، فأنت بذلك تدفعين الآخرين لعدم تقدير عملك. وتحمّل مسؤولية العمل لا يقل أهمية عن قبول الشكر والمديح، فيجب عليك الاعتراف بالأخطاء التي ترتكبينها وعدم إلقاء اللوم على الآخرين، وابتكار الحلول لتجنب حدوث مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
3. اتباع خطى النساء الناجحات
أعرف امرأة ناجحة تشغل الآن منصب المديرة التنفيذية لشركة متعددة الجنسيات في بلد محلي، فقد سعيت منذ عدة سنوات للحصول على راتب مساوي لزملائها الرجال الذين يقومون بمهام أقل منها، وقد نجحت في ذلك. فعبر العمل بجدية واتخاذ المخاطر والتواصل بفعالية، يمكنك أنتِ أيضاً توّلي منصباً في الإدارة العليا. كما لاحظت بأن العديد من النساء المهنيين الذين التقيتهم يمتلكون تصورات سلبية عن النساء العاملات.
فمثلاً، لقد سمعت بعض الموظفين يتذمرون بأن المدراء الإناث هم أكثر تسلطاً من المدراء الرجال. وبحسب الاستبيان الذي أجراه بيت.كوم مؤخراً حول "مكانة المرأة العاملة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، قالت غالبية النساء (73%) أنه ليس لديها أية أفضلية تجاه جنس المدير، وبالنسبة للواتي لديهن أفضلية، قالت نسبة 24% بأنهن يفضلن مدير ذكر. إضافة إلى ذلك، نجد بعض الشركات التي ترفض النساء بسبب مظهرها وشبكة علاقاتها واسم عائلتها وغيرها من العوامل الأخرى، دون أخذ تأهيلها وجدارتها بعين الاعتبار.  وفي نهاية الأمر، تنعكس اعتقاداتنا على تصرفاتنا وسلوكياتنا، فإن كانت امرأة ما تعتقد بأن جميع النساء الناجحات لم يصبحن ناجحات بسبب جهودهن وعملهن الجاد، فذلك سينعكس على أفعالها وأقوالها.
لذلك، من المهم تقييم آرائنا حول النساء العاملات كي لا نكون نحن عقبة تجاه نجاحنا.
4. تحديد الأهداف المهنية
يعد تخطيط المسار الوظيفي مهماً لأي شخص مهني، بغض النظر عن جنسه، إلا أنه يعد ذو أهمية مضاعفة للنساء اللواتي يحددن أهدافهن المهنية، وذلك بسبب وجود العديد من التحديات والتقلبات في طريق النجاح المهني، وخاصة عندما تشعر النساء، كما ذُكر سابقاً، بأنها لا تمتلك الكثير من الفرص للتقدم والنجاح.  
إلى جانب ذلك، تفرض الحياة أحياناً تحديات ومشاكل تُفشل جميع خططنا خاصة إن لم تكن مدروسة جيداً. فكّري بما ترغبين بتحقيقه خلال السنوات الـ 5 أو 10 أو 15 القادمة، ومن ثم قومي بتحديد خطة تساعدك على الوصول إلى ذلك. ولكن احرصي على إعداد خطة مرنة تتيح لك إجراء تغييرات كبيرة، مثل تغيير مكان إقامتك مع زوجك، أو إنجاب الأطفال أو رعاية والديك المسنين. كما يمكنك القيام بتمرين ممتع وهو كتابة رسالتك والرؤية الخاصة بك، فذلك سيساعدك على التكفير بوضوح كلما شعرت بالإحباط.
5. التواصل مع الآخرين
يعد التواصل أمراً مهماً في الوقت الحالي، ومع التقدم التكنولوجي، وتطوّر مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار شبكة الانترنت، أصبح من السهل جداً بناء شبكة علاقات شخصية. في الواقع، قد تساعدك حضور الفعاليات الاجتماعية التي تنظمها الشركة أو الخروج مع أصدقائك في عطلة نهاية الأسبوع على تطوير مسيرتك المهنية. وكي تتمكني من لفت أنظار الآخرين، يجب عليك التواجد في كل مكان، أي استغلال أي فرصة لقضاء الوقت مع مديرك، وزملائك، والمهنيين، ومشاركة أفكارك وطموحاتك معهم بكل ثقة وأريحية.
إلى جانب ذلك، يجب عليك تخصيص بعض الوقت لبناء علاقات مهنية جديدة، فقد تجدين وظيفة أحلامك أثناء تسوّقك في المتجر، فلا تخشين من التحدث مع أشخاص جدد وتقديم نفسك لهم. وتذكري أنه يجب عليك تسويق مهاراتك أمام أصحاب العمل خلال 30 دقيقة فقط.

إرسال تعليق

0 تعليقات