لا شك بأنك تعلم مدى شدة المنافسة على فرص العمل الحالية. قد تختلف شدة هذه المنافسة من دولة لأخرى أو من مجال عمل لآخر، ولكن بشكل عام يتنافس عادة مئات المرشحين على وظيفة واحدة.
ولا شك بأنك تعلم أيضاً أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تتلقى عدد أكبر من الطلبات لوظائفها الشاغرة مقارنة بغيرها من المناطق، وبالتالي تكون المنافسة فيها أكثر شدة.
نحن في بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، ننصح كافة الباحثين عن عمل ببذل ما بوسعهم لتحسين سيرهم الذاتية وملفاتهم الشخصية وكافة العناصر الأخرى التي تساهم في تميّزهم عن غيرهم من المرشحين. كما ننصحهم أيضاً بالتأكد من ملاءمة سيرتهم الذاتية لكل وظيفة يتقدمون إليها، حيث يجب عليهم التأكد من امتلاكهم للمهارات المناسبة كي يتمكنوا من لفت انتباه صاحب العمل.
وفي ظل هذه المنافسة الشديدة على الوظائف والمتطلبات المختلفة التي يفرضها صاحب العمل، غالباً ما يطرح الباحثون عن عمل الأسئلة التالية: ما هو العدد المناسب للوظائف التي يجب التقدم إليها؟ هل يكفي التقدم إلى وظيفتين؟ أم 5؟ أم 10؟ أم 100؟
في الواقع، لا يوجد عدد محدد للوظائف التي يجب التقدم إليها، فبعض الباحثين عن عمل يتقدمون إلى عشرات أو مئات الوظائف قبل أن يتمكنوا من إيجاد الوظيفة التي تتناسب مع مؤهلاتهم، في حين يتمكّن غيرهم من إيجاد وظيفة أحلامهم في وقت قصير. ذلك يعتمد على عناصر مختلفة سنناقشها في ما يلي.
ولكن في جميع الأحوال عليك تجنب التفكير في عدد الوظائف التي يجب التقدم إليها، بل فكر في أهدافك وفرص تقدمك وتعلّمك لأمور جديدة، فكل طلب توظيف هو فرصة تعلّم بحد ذاتها، وكل مقابلة عمل هي وسيلة رائعة للتدّرب، وكل يوم هو عبارة عن وظيفة بدوام كامل للباحثين عن عمل مليئة بالتخطيط والتنظيم والتطوّر.
نقدم لك في ما يلي بعض الأسئلة التي يجب عليك طرحها على نفسك إن لم تكن متأكداً من فاعلية جهودك في البحث عن عمل.
هل أبذل جهداً كافياً؟
عندما يتساءل الباحثون عن عمل عن عدد الوظائف التي يجب أن يتقدموا إليها، فذلك يشير إلى أنهم لا يبذلون جهداً كافياً. إن شعرت يوماً بذلك، فالجواب هو التقدم إلى المزيد من الوظائف.
إن البحث عن وظيفة ليس أمراً بسيطاً، فهو يعني إجراء الأبحاث والقراءة والكتابة والتطوّر والتواصل وأخذ المشورة والمحاولة. فإن كنت تود النجاح في إيجاد وظيفة، يجب عليك بذل ما بوسعك في كل وظيفة تتقدم إليها.
هل تسعى لاكتشاف مسارات مهنية متعددة؟
ربما أنت خريج جديد تود اكتشاف مسارات مهنية مختلفة، أو ربما تمتلك الشغف والعديد من المهارات التي تود تطبيقها على أرض الواقع، أو ربما تفكر في تغيير مجالك الحالي.
أيا كان الهدف الذي تسعى لتحقيقه، إن كنت تعتقد أنك بحاجة لاكتشاف المزيد، فعندها يجب عليك التقدم إلى وظائف أكثر من غيرك.
هل أنا مرشح متميز؟
يعتمد ذلك على أمرين: 1) مدى شدة المنافسة في مجال العمل والشركة، و2) مدى أهمية وتميّز مهاراتك.
لنفرض أنك تتقدم لوظيفة في مجال المبيعات في إحدى شركات التكنولوجيا الرائدة في بلدك، لا شك بأن مئات المرشحين يتنافسون معك على هذه الوظيفة. هنا يجب عليك تعزيز جهودك والبحث عن مزيد من فرص العمل.
في المقابل، لنفترض أنك مدير منتج تمتلك أكثر من 10 سنوات من الخبرة وتسعى للانضمام لشركة ناشئة تعمل في مجال الواقع المعزز. لا شك بأن المنافسة على هذه الوظيفة ستكون أقل وستحظى بفرصة أكبر للقبول كونك تمتلك خبرة كبيرة. هنا يجب عليك اختيار الوظائف بدقة والتقدم إلى تلك التي تهمك فقط.
هل أتقدم إلى الوظائف بطريقة عشوائية؟
من الأمور الآخرى التي يجب عليك تجنبها هي التقدم إلى الوظائف بطريقة عشوائية. تذكر أن الكثير لا يعني الأفضل دوماً، فلا تتقدم إلى أي وظيفة دون النظر إلى متطلباتها وتفاصيلها، إذ يعد ذلك مضيعة لوقتك ولوقت صاحب العمل.
ولحسن الحظ، تقوم مواقع التوظيف الإلكترونية مثل بيت.كوم بتنبيهك عند التقدم إلى وظيفة لا تتناسب مع مؤهلاتك، وتتيح لك معرفة نسبة ملاءمة سيرتك الذاتية لكل وظيفة تقدمت إليها. ستتمكن بهذه الطريقة من البحث عن الوظائف بطريقة منظّمة ودقيقة.
وختاماً، احرص على البحث عن وظائف بنشاط وفعالية ولكن بحذر ودقة، تعرّف جيداً على وضعك كباحث عن عمل، وتذكر بأن الأمر لا يتعلق بعدد الوظائف التي تتقدم إليها، بل بمستوى الجهد الذي تبذله والتزامك والتقدم الذي تحرزه. فمن الأفضل أن تبذل ما بوسعك لخمس وظائف فقط، بدلاً من التقدم إلى 100 وظيفة دون بذل أي مجهود.
0 تعليقات