قد أصبحت فجوة المهارات محور اهتمام الكثيرين في الآونة الأخيرة، حيث ظهرت مؤخراً اتجاهات جديدة في سوق العمل، وبدأت تؤثر على كافة جوانب حياتنا ومن المحتمل بأن تؤثر على أسلوب عيش الأشخاص وعملهم وطريقة تفكيرهم. لنذكر عدد قليل من هذه الاتجاهات ونكتشف آثارها على سوق العمل على المدى القصير والطويل.
بداية، في ظل التطوّر التكنولوجي، من المتوقع بأن يستخدم أكثر من نصف سكان العالم شبكة الإنترنت بحلول عام 2021. وبحلول عام 2030، ستزداد نسبة انتشار الإنترنت بين سكان الخليج من 85% إلى 95%. أما مصر وبلاد الشام، فستكون في المتوسط العالمي بنسبة 50% تقريباً. وبحلول عام 2020، من المتوقع بأن يمتلك 54% من سكان الشرق الأوسط وإفريقيا هاتف محمول.
وفي ظل تطوّر الذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي، من المتوقع بأن تستبدل الآلات العنصر البشري وتجعله عديم الفائدة. بدأ هذا الأمر يحدث منذ عقود، فعندما ننظر إلى العربات التي تجرها الأحصنة، نجد بأن المحركات استبدلت الأحصنة، جاعلة الحصان عديم الفائدة. واليوم، لا تحتاج السيارة التي يديرها الإنسان لمشغل بشري، بخاصة مع ظهور السيارات ذاتية التحكم ونظام الذكاء الاصطناعي الذي بدأ صانعو السيارات مثل تسلا ومرسيدس بنز باستخدامه.
إن استبدال العنصر البشري موجود في جميع قطاعات العمل تقريباً، من المصانع حتى قطاعات المحاماة والطب، حيث بدأنا نلحظ استبدال العنصر البشري بنظام الذكاء الاصطناعي للقيام بالمهام الروتينية المملة، تاركةً عملية تطوير الأنظمة وإجراء التحسينات للعنصر البشري.
وفي ضوء ما سبق، قد تطرح على نفسك السؤال التالي: هل سأحتفظ بوظيفتي للعشر سنوات القادمة؟
للإجابة عن ذلك، قام بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، بإجراء استبيان حول قطاعات العمل المختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والتعرّف على أقل المهارات توافراً في الوقت الحالي، واكتشاف ما أن كان يوجد فعلاً فجوة بين المهارات المطلوبة والمتوافرة في المنطقة.
يكشف استبيان بيت.كوم ويوجوف حول فجوة المهارات في الشرق الأوسط، عن المهارات التي يفتقدها الموظفون في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والعديد من المعلومات حول وضع قطاعات العمل.
وتشير نتائج الاستبيان إلى نقص كبير في المهارات التي تتطلب القدرة على التواصل مع الآخرين. وإلى جانب مهارات إدارة الوقت، برز الذكاء البشري والعاطفي كأكثر المهارات أهمية.
وهذا يدل على أنه بالرغم من احتمالية سيطرة الروبوتات على القطاعات بعد حوالي عقدين، سيبقى العنصر البشري القادر على التواصل بفعالية، يلعب دوراً مهماً في سوق العمل، الآن على الأقل.
ولكن ما هي أكثر المهارات طلباً في سوق العمل الحالي؟ بحسب المشاركين في الاستبيان، برزت المهارات التالية كالمهارات الأكثر طلباً للمناصب المبتدئة:
- العمل ضمن فريق
- إدارة الوقت
- مهارات التواصل الكتابية
يمكن اكتساب هذه المهارات بسهولة من خلال التسجيل في دورات إلكترونية أو تقليدية. أما بالنسبة للمهارات التقنية والعملية، فيمكن تعلّمها في الجامعة، وهي تقع في المرتبة السادسة بعد المهارات العامة أو الشخصية، ويمكن اكتسابها في أي وقت. ذلك يؤكد على أهمية التطوّر الشخصي والتدريب على أداء الوظيفة، وعدم الاكتفاء بالتعلم النظري.
وبالنسبة لأكثر المهارات طلباً للمناصب العليا، برزت المهارات التالية كالأكثر أهمية:
- إدارة الوقت
- العمل ضمن فريق
- إدارة الأشخاص
إن المهارات المذكورة أعلاه لا تُكتسب أثناء الدراسة الجامعية، وهي ضرورية لكل من المناصب المبتدئة والعليا. وكي تتمكن من النجاح في سوق العمل الحالي، يجب عليك السعي لاكتساب هذه المهارات.
وعلى الرغم من وجود اختلاف بسيط جداً بين المهارات الضرورية للمناصب المبتدئة والعليا، تعد مهارات التواصل الكتابية مهمة لذوي المناصب المبتدئة والذين يسعون للنجاح في سوق العمل الحالي. حيث تتمتع المهارات العامة أو الشخصية بنفس أهمية المهارات التقنية واللازمة لأداء الوظيفة، وتلعب دوراً مهماً للغاية في نجاحك وتقدمك المهني.
التوقعات المستقبلية
وعندما سُئل أصحاب العمل والموظفين عن الأهمية التي ستتمتع بها المهارات التقنية أو الشخصية في المستقبل، قال 43% من الباحثين عن عمل ذوي المناصب المبتدئة أن المهارات التقنية ستتمتع بأهمية أكبر في السنوات القادمة، في حين أشار غالبيتهم إلى أن كلتاهما ستتمتعان بنفس الأهمية.
وعلى الرغم من احتمالية استبدال الروبوتات للعنصر البشري في المستقبل، سيبقى الإنسان هو المسؤول عن هذه الآلات وتطويرها. ولا شك بأن التفاصيل المعقدة لعالم التكنولوجيا تتطلب امتلاك مهارات تقنية متميزة.
ويتوقع أصحاب العمل والموظفين الذين شاركوا في هذا الاستبيان، تغيّر أكثر المهارات أهمية في 2017 بعد عشر سنوات، حيث يتوقعون بأن تصبح مهارات التفكير الإبداعي، والحاسوب، وإدارة الوقت الأكثر أهمية في عام 2027.
المستقبل هو وحده من سيحدد ما إن كانت المهارات الجديدة كترجمة البيانات إلى رؤى، أو الأبجدية الإعلامية الجديدة، أو إدارة قنوات الاتصال الفعّالة، أو التعاون الافتراضي، ستصبح الأكثر أهمية للنجاح.
نبذة عن استبيان "المهارات في الشرق الأوسط":
يسلّط استبيان بيت.كوم ويوجوف الضوء على فجوة المهارات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حيث يكشف عن المهارات المطلوبة والمتوفرة في المنطقة، وكيف ستؤثر هذه المهارات على سوق العمل، والمهارات المتوقع بأن تبحث عنها الشركات في المستقبل. وإضافة إلى ذلك، يقدم هذا الاستبيان تفاصيل دقيقة حول وضع فجوة المهارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
0 تعليقات